(الحلقة الأولى )
بدأت القصة من احساس صغير وجميل ولكنه يوحي بالقلق والندم والاحساس بالخطيئة ..
اعتاد أخي أن يوصلني لمدرستي وأنا بالصف الثاني الابتدائي , كنت فرحة جدا ,فقد كنت أحب مدرستي الا أنني أستغرق الكثير من الوقت مشيا فيخرج في طريقي بعض الاولاد الاشرار فيرمونني بالحجارة الى أن أتورم وأنا أحاول الهروب من مواجهتها ولكنني لا أنجح في كثير من الاحيان ....
هذا الامر دفعني الى كره مدرستي بل حتى الخروج من البيت , فكنت أدعي أنني مريضة أظل طريحة الفراش لساعات طويلة ....حتى كشفني الطبيب وقال :
-ابنتكم مدلله !
الا أن أخي عدنان رمقني بنظرة لا يستهان بها فهو بالتأكيد سيحشرني بالزاويه ويحقق معي ...
وما ان غادر الطبيب حتى صرخ بي أبي :
- لينا ! أيتها الماكرة ... الا أنني هربت أستنجد بعدنان وتلعثمت بالكلام وقلت :
- هم يضربونني ولا أستطيع الدفاع عن نفسي
فقال أبي :
- المعلمة..!
فهززت برأسي نفيا ... وكأنني استفززت أبي بتلك الحركة فهم باقتلاعي فأوقفه عدنان أخيرا وأخذني الى غرفتي ...
ودار حوار بيني وبين عدنا ن
- ما الموضوع ؟
- ما شأنك ...........قلتها بتحدي
فنظر الي منزعجا ومتعجبا ...
- لينا ..
- نعم ..
-كفاك دلال ...وأخبريني ما الأمر ؟
- أولاد الشوارع ...
- ماذا؟
- يضربونني ..
- ولما تخفي الأمر ....يظنني أكذب
-حتى لا أختلق المشاكل ..
- ومن قال ؟
- أبي... شكوته أكثر من مرة ولكن ..
- ولكن ..ماذا ؟
- كان يقول لي في كل مرة تعلمي كيف تدافعين عن نفسك ... قلتها وأنا أصرخ ..فقال لي مستعجبا .
- لما تصرخين ...؟؟؟؟؟!
- لأني سأمت مللت ...منه فدخلت في موضوع آخر
- من ..؟
- أبي ومن غيره ...لماذا يعاملني دوما بازدراء ؟
- ومن قال لك ...؟!
- ألا تلاحظ ...فهممت بتغطية رأسي وكأنني لا أكترث لوجوده ...ولكنه غضب وهو يسحب الغطاء بعنف ...
- حين أكلمك انظري في عيني جيدا وأبدي بعض الاهتمام ..
لم أرد عليه حينها ولزمت الصمت وأنا أنظر اليه فتابع مسترسلا
-سأحل مشكلتك ..
فبدا على وجهي وكأن الشمس أخطأت المسير فأشرقت في المساء فابتسمت وبقيت ملازمة مكاني الا أنه اقترب مني حين رآني تهللت مبتسمه وأمسك بيدي فتركتها مسرعة ...
فاستغرب هذا مني ولم يعجبه ...وبدا عليه الغضب الشديد فقال مستنكرا
- ما بك ؟؟
- فرددت عليه مسرعة وبدوت مرتبكة وقد احمرت وجنتاي ..
هذا بالضبط ما أردت قوله سر ذلك الاحساس الذي يجعلني في كل مرة أشعر بالخطيئة والشذوذ ...رغم جمال هذا الاحساس
ولكنه أخي ... هو أخي ... سأصاب بالهيستيريا وأنا أكرر وأحفظ في كل مرة أنه أخي ...
ولكن ....
